نبذة

معجم الدوحة التاريخي للغة العربية مشروعٌ علميٌّ نهضويٌّ يهدف إلى توثيق "ذاكرة" لكل لفظ من ألفاظ اللغة العربية بتسجيل -بحسب المتاح من المعلومات- تاريخ ظهوره بدلالته الأولى، وتواريخ تحولاته الدلالية والصرفية، ومستعمليه في تطوراته مع توثيق النصوص التي تشهد على صحة المعلومات الواردة.


الرؤية

على الرغم من التراث المعجمي الضخم الذي خلّفه علماء اللغة العرب القدامى، ومن جهود المحدثين في هذا المجال، فإن اللغة العربية قد عانت من قصور معجمي واضح المعالم مقارنة باللغات الحيّة. وكان من أهم ملامح هذا القصور، غياب معجم تاريخي للغة العربية. واستجابةً لهذه الحاجة الماسّة، والضرورة الملحّة، جاء مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية لسدّ ثغرة هذا الغياب، ومواكبة تطور اللغة العربية والإسهام في الارتقاء بها إلى مصافّ اللغات العالمية التي تملك معاجم تاريخية متجدّدة؛ كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والروسية...

 

التأسيس ومراحل العمل

تأسَّس معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعد ما يزيد على عامٍ من المداولات العلمية والتخطيط، في الخامس والعشرين من أيّار/مايو 2013، بمنحة كريمة من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وفي العاشر من كانون الأول 2018، أُعلن عن إتمام المرحلة الأولى من العمل في المعجم، التي تتناول ألفاظ اللغة العربية من أقدم نصٍّ (بحسب المتاح من النصوص والنقوش والمصادر) إلى العام 200 للهجرة. وقد رافق هذا الإعلان إطلاق البوابة الإلكترونية وإتاحة المواد المعجمية المنجزة لجمهور المستخدمين.

واستمرّ العمل في المرحلة الثانية من المعجم، التي تتناول الألفاظ الواردة في الفترة التاريخية من العام 201 إلى 500 للهجرة لأربع سنوات أخر، حيث أعلن في نهاية العام 2022 عن إتمامها والشروع في المرحلة الثالثة المفتوحة   التي تُعنى بالفترة التاريخية من 501 للهجرة إلى عصرنا الراهن.

 

البوابة الإلكترونية

يقدّم معجم الدوحة التاريخي للغة العربية محتواه في بوابة إلكترونية متطورة تمكّن المستخدمين من البحث في الموادّ المعجمية، وقائمة المصادر، والمدوّنة اللغوية، والنظائر الساميّة، بالإضافة إلى خاصية البحث المتقدم في الجذور والمصطلحات والنظائر السامية. وتقدّم البوابة أيضًا معلومات إحصائية للألفاظ تبيّن معدلات تكرارها في المعجم وفي المدونة اللغوية.

 

البحث العلمي

يأتي تشجيع البحث العلمي العربي، ورفد مصادره وأدواته، ورفع مستواه، ضمن أولويات المعجم وأهدافه الرئيسية التي يوليها اهتمامًا كبيرًا. وقد أثبتت الفعاليات العلمية الكثيرة التي عقدها المعجم منذ تأسيسه من ندوات ومحاضرات ومؤتمرات دولية، دورَه الرائد في دفع عجلة البحث العلمي وتمكينه لما يوفّره من مصادر علمية نادرة باللغة العربية، ظلت غائبةً لبرهة طويلة من الزمان. فبالإضافة إلى البيانات والموادّ المعجمية الضخمة المتمثلة في رصدٍ تاريخيٍّ شامل لتطوّر الألفاظ ودلالاتها ومبانيها وسياقات استعمالها، التي تتوفّر للجمهور لأول مرة في بوابة متطورة سهلة الاستخدام، يقدّم المعجم للباحثين والمختصين مصادر أخرى بالغة الأهمية مثل المدوّنة اللغوية المحوسبة، وقائمة المصادر (الببليوغرافيا)، والنظائر السامية والإحصاءات وغيرها.


 


​​​