المعجم وتعليم العربيّة وتعلّمها... قضايا و تجارب ورهانات | | | | | <div class="post-content" style="color:#333333;font-family:bahijthesansarabic-plain;font-size:14px;text-align:start;"><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">انعقد في الرّباط -المملكة المغربيّة مؤتمر دوليّ محَكَّم بعنوان: "المعجم واستخداماته في تعليم العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها: تقييم وتطوير"- بالتعاون بين معجم الدوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة، ومنظّمة العالم الإسلاميّ للتّربية والعلوم والثّقافة (إيسيسكو).</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">ومن أهداف المؤتمر الّذي شارك فيه نخبة من اللّغويّين والتربويّين، نذكر التّشخيصَ النّقديّ، وتقديمَ مقترحات علميّة ومنهجيّة تطويريّة لصناعة معاجم/ قواميس اللّغة العربيّة العامّة والمختصّة الموافقة لاحتياجات المعلّم والتّعلّم. وقوام الهدف الأوّل الإسهامُ الجادّ في "تقييم الجهد المعجميّ العربيّ للوقوف على مظاهر قوّته وضعفه، والسّعي إلى ترقيته وتطويره". ويتمثّل الهدف الثّاني في "توخّي النّظر النّقديّ في اختيار المعاجم وكيفيّة استخدامها في تعليم العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها، وفي معايير بناء معاجم متخصّصة موجّهة لغايات تعليميّة تأخذ في الحسبان أقوى النّتائج المحرَزة في المقاربات اللّسانيّة للمعجم، وفي علوم الإدراك ونظريّات التعلّم والبيداغوجيا".</span></p><p style="color:#333333;font-family:bahijthesansarabic-plain;font-size:17px;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4"> وليس يخفى أنّ مجمل الأهداف المنصوص عليها في الورقة العلميّة للمؤتمر جعلت من البعد النّقديّ لازمةً، وأكّدت بوضوح أهميّة أن يمثّل المؤتمر منصّة علميّة تربويّة تقترح مقاربات جديدة وحلولا ناجعة تروم تمكين المعجم/ القاموس في السّياق المدرسيّ تمكينا ناجعا، مساعدا للمتعلّم والمعلّم على حدّ سواء.</span><br></p><h2 style="margin-top:30px;font-family:bahijthesansarabic-plain;color:#1895a8;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4">المعجم المنشود لترقية استعمال اللّغة العربيّة وتعميم انتشارها</span></h2><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">تناوب على الكلمة الجلسة الافتتاحيّة - وقد ترأسها أ. د. مجدي حاج إبراهيم رئيس مركز الإيسيسكو للّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها- متحدّثون رئيسيّون هم السّادة: معالي د. سالم بن محمّد المالك المدير العامّ للإيسيسكو، و د. عزالدّين البوشيخيّ المدير التّنفيذيّ لمعجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة، و د. المصطفى أبو معروف رئيس جامعة السّلطان مولاي سليمان- بني ملال المملكة المغربيّة.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">وفي هذا السّياق، أبرز المدير العامّ للإيسيسكو جملة من المسائل من بينها دور المعجم المتجاوز لوظيفة حفظ اللّغات إلى فهمهما في سياق تعلّمي تعليميّ بالخصوص. وأبرز في المقام الثاني البعد التطوّريّ المميّز للنّظام المعجميّ عموما، بما يجعله أقدر على رصد تطوّر المجتمعات في مسار الاستعمال التاريخيّ للّغة قصد التّعبير عن الاحتياجات المتجّددة الكاشفة عن درجة التطوّر العلميّ والفكريّ والحضاريّ لمستخدميها. وأكّد أنّ هذه الغاية تستوجب البحث في السّبل الكفيلة بجعل معجمنا العربيّ اليوم قادرا على أن يستجيب لهذه الاحتياجات بأنواعها في ظلّ الثّورة الاتّصاليّة والرّقميّة الّتي نشهدها، وعلى وجه التّحديد احتياجات الجيل الرّقميّ من ناشئتنا وشبابنا في المدرسة وخارجها.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1"> وبالإضافة إلى ما سبق، تناول المتدخّلُ أهمّيّة أن تستفيد صناعة المعاجم الموجّهة إلى تعليم العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها من الثّورة الرّقميّة والذّكاء الاصطناعيّ حتّى يكون للمعجم دور أنجع في تعليم لغتنا وتعلّمها، واكتساب مهاراتها، والتّحفير على البحث فيها بحثا علميّا خادما للفضاء التّربويّ. ومثل هذا الأمر ينبّه بجديّة إلى جملة التحدّيات الّتي تستدعي التّخطيط الاستراتيجيّ المحكَم، والعمل الجماعيّ التّشاركيّ بين المؤسّسات الأكاديميّة والمراكز البحثيّة والتّربويّة الثّقافيّة ذات الصّلة؛ لغاية تمكين اللّغة العربيّة عالميّا، والنّهوض بتعليمها وتنمية مهاراتها ونشر ما يتّصل بها من أبعاد ثقافيّة حضاريّة، بحسب ما ورد بوضوح ضمن ميثاق الإيسيسكو.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1"> وفي ختام كلمته أشاد المدير العامّ للإيسيسكو بمعجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة باعتباره منجَزا حضاريّا يخدم البحث العلميّ وينميّها لغةً مشتركة في العالمين العربيّ والإسلاميّ.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">ومن ناحية أخرى، نوّه المدير التّنفيذيّ لمعجم الدّوحة التّاريخيّ، بدور الإيسيسكو، من خلال مشروعاتها، وبالخصوص العمل الّذي ينجزه مركز اللّغة العربيّة للناطقين بها، في تحقيق الإشعاع الحضاريّ والمعرفيّ في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتّصال، وتحديدا في مجال بناء القدرات التربويّة وتأهيلها أفرادا ومؤسّسات.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">فضلا عن هذا، أبرز أنّ مؤسّسة معجم الدّوحة التّاريخيّ، وبعد فراغها قريبا من إنجاز هذا المشروع الرّائد الّذي رصد تاريخ ألفاظ اللّغة العربيّة المستعملة خلال عشرين قرنا، ستقدّم "هديّة للأمّة" كلّها ستكون متاحة" في بوّابة إلكترونيّة متعدّدة الخدمات"، بالإضافة إلى "بيبليوغرافيا للإنتاج الفكريّ العربيّ في شتّى مجالات المعرفة والعلوم والفنون منذ بدأ التأليف العربيّ"، علاوة على "مدوّنة نصّيّة مرقمَنة تضمّ أمّهات المصادر والوثائق مرقونة، قابلة للبحث والتّخزين والاسترجاع، وموثّقة ومهيكلة، ومورَّخة".</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">ولقد ربط المدير التّنفيذيّ لمعجم الدّوحة التّاريخيّ أهداف هذا المؤتمر بأمل يحدو الجميع متمثّلا في خلوص أعماله إلى "مشروعات معجميّة ذات جدوى، وقابلة للتّنفيذ"، ومن بينها صناعة معاجم ذات جودة عالية تنعكس على تعلّم العربيّة وتعليمها، ومن ثمّة نشرها على أوسع نطاق من الاستخدام كميّا وكيفيّا.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">أمّا رئيس جامعة السّلطان مولاي سليمان- بني ملال، فأضاف إلى ما تناوله المتحدّثان السّابقان، تأكيده دور المؤسّسات الأكاديميّة، والجامعات بالخصوص، في مجال الارتقاء باللّغة العربيّة والمساهمة الفعّالة في إنتاج أدوات تيسّر تعلّمها وتعليمها انطلاقا من "أفكار وتصوّرات علميّة" بانية لـ "مشاريع حقيقيّة تمكّن من التّنمية اللّسانيّة والعلميّة للمجتمعات". وفي هذا المضمار أعلن أنّ جامعة السّلطان مولاي سليمان- بني ملال تمدّ يدها إلى من ينخرط في هذه المشاريع، وتضع خبراتها في خدمة أهدافها.</span></p><h2 style="margin-top:30px;font-family:bahijthesansarabic-plain;color:#1895a8;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4">المعجم في خدمة تعليم اللّغة العربيّة وتعلّمها عند النّاطقين بها وبغيرها</span></h2><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">لغاية تحقيق الأهداف المرجوّة من عقد هذا المؤتمر، تحدّث 28 باحثا في المحاور المضبوطة الآتية:</span></p><ul style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><li><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">مقاربات في علاقة المعجم بتعليم اللّغات.</span></li><li><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">المعاجم التّراثيّة واستخداماتها التّعليميّة للنّاطقين بالعربيّة وبغيرها.</span></li><li><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">المعاجم المعاصرة واستخداماتها التّعليميّة للنّاطقين بالعربيّة وبغيرها.</span></li><li><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">معايير صناعة معجم عربيّ مُوجَّه تعليميًّا للنّاطقين بالعربيّة وبغيرها.</span></li></ul><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">وعلى وجه العموم، يمكن القول إنّ الورقات العلميّة المقدّمة، على اختلاف منطلقاتها العلميّة والمنهجيّة، النّظريّة والتّطبيقيّة، وتنوّع مدوّناتها المعتَمدة (المعاجم سواء أكانت عامّة أم متخصّصة، ورقيّة أم إلكترونيّة)، وتعدّد طرق معالجتها لقضيّة المؤتمر كما تظهر عند المعلّم أو المتعلّم، فضلا عن اختلاف المناهج المعتمَدة في تعليم العربيّة في مستويات ثلاث (الابتدائيّ، الإعداديّ، الثّانويّ)، وسياقات استخدام المعجم في مؤسّسات التّعليم ( تعليم العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها)، فإنّها انصرفت إلى الإجابة عن سؤالين أساسيّين: ماهي ملامح واقع المعجم المستخدم لتعليم العربيّة وتعلّمها في المدرسة؟ أيّ معجم نريد لهذا الغرض؟</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">من هذا المنطلق، سعت الورقات المقدَّمة- كلّ منها بحسب مجال نظرها وبدرجات متفاوتة من الاهتمام- إلى:</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1"><span style="font-weight:700;">أوّلا: </span>تشخيص منزلة المعجم في المدرسة باعتباره أداة مساعدة في تعليم العربيّة وتعلّمها ذاتيّا، من خلال عرض تجارب مختلفة (دولة قطر، المغرب، ماليزيا، تايلندا...)، وقياس اتّجاهات استخدامه قياسا علميّا يمكّن من معرفة هذه المنزلة بالاعتماد على تجارب ميدانيّة تخوّل استخلاص مؤشّرات ترصد هذا الاستخدام كميّا وكيفيّا.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1"><span style="font-weight:700;">ثانيا: </span>تنويع زوايا النّظر في باب النّقد المعجميّ، وتثمين التّجارب الرّائدة في مجال صناعة معاجم اللّغة العربيّة وتوظيفها في تعليم النّاطقين بها وبغيرها بدءا من بناء المدوّنات على أسس علميّة موضوعيّة بعيدا عن الارتجال، واستنادا إلى معايير علميّة تحدّد الرّصيّد اللّغويّ الموافق لاحتياجات المتعلّم في مختلف مراحل تَمدرسه.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1"><span style="font-weight:700;">ثالثا:</span> محاولة تقديم حلول لمواطن الوَهن التي تَحُول دون استخدام المعجم في العمليّة التّعليميّة والتّعلميّة الخاصّة باللّغة العربيّة استخداما علميّا تربويّا وظيفيّا ناجعا. ويعني هذا صناعة معاجم تتوفّر فيها شروط منها كونها:</span></p><ul style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><li><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">تلبيّ احتياجات المعلّم والمتعلّم في علاقة بمختلف إستراتيجيّات التّعلّم، ومناهج التّعليم،</span></li><li><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">تساهم في الارتقاء بالقدرة المعجميّة المكتسبة لمتعلّم اللّغة العربيّة،</span></li><li><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1">تُنميّ المهارات التّعليميّة الأساسيّة الأربع (الاستماع، القراءة، التحدّث، الكتابة)؛ فتمكّن المتعلّمَ في محيطه التّواصليّ الحيّ، وتُمتّن علاقته بسياقه الثّقافيّ الحضاريّ نتيجة لتنمية هذه القدرات والمهارات، وتُعزّز صلته بلغته التي تصف عوالمه المتجدّدة المتنوّعة في مختلف الوضعيّات التّواصليّة.</span></li></ul><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1"><span style="font-weight:700;">رابعا: </span>اقتراح معايير علميّة موضوعيّة، وضوابط ذات بعد عمليّ وتربويّ تأخذ في الحسبان تطوّر الدّراسات اللّسانيّة النّظريّة والتّطبيقيّة الحديثة للمعجم، وتوظّف الفوائد المستخلَصة من البحوث الجارية في حقل لسانيّات المدوّنة واللّسانيّات الحاسوبيّة والذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ. والهدف من هذا، بناء المقرّرات المدرسيّة في علاقة بالمعجم وباللّغة العربيّة تحديدا، بالإضافة إلى صناعة معاجم عامّة أو مختصّة أو مدرسيّة ذات كفاية عالية. وفضلا عمّا سبق، فإنّ المعايير الموضوعة ستمكّن من تحيين هذه المعاجم وتحديثها لجعلها مواكبة أكثر فأكثر للغتنا العربيّة المتطوّرة تاريخيّا، بما يوافق مضامين المقرّرات الخاصّة بهذه اللّغة الّتي يجب أن تكون مدوّنتها وطرق تعليمها مسايرة لحركة اللّغة في التّاريخ وتنوّع وظائفها في بيئات استخدامها.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4 ms-rteThemeFontFace-1"><span style="font-weight:700;">خامسا:</span> التّفكير الجادّ في مسالك متنوّعة ونوعيّة لاستثمار معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة، بصيغته الإلكترونيّة، في تطوير تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها. فمن الثّابت أنّ هذا الاستثمار سيكشف ما في لغتنا من ثراء في مبانيها ومعانيها، وما لها من قدرة على وصف العالم في مختلف المناحي وأوجه النّشاط في المجتمع. وما من شكّ في أنّ تعدّد مجالات الاستثمار في الحقل التّعليميّ أوّلا سيجعل من لغتنا أداة مساعدة على تأدية الاحتياجات المتنامية لمستخدميها في المدرسة وخارجها، وسيصيّرها وسيطا فعّالا ينزّل المتعلّم في سياقات حضاريّة متنوّعة امتدّت على قرون، وسيرسّخ انتماءه الحيّ إلى حضارته المنفتحة على غيرها من اللّغات والحضارات الإنسانيّة.</span></p><h2 style="margin-top:30px;font-family:bahijthesansarabic-plain;color:#1895a8;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4">من الإنجاز إلى الاستثمار...</span></h2><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">في اختتام أعمال هذا المؤتمر، اعتبر المدير التنفيذيّ لمعجم الدّوحة التّاريخيّ، أنّ العمل المشترك الّذي أنُجز في روح من التّعاون المثمر بين مؤسّسة معجم الدّوحة ومنظّمة الإيسيسكو يمثّل قاعدة يُنطَلق منها لتنفيذ مشروعات مشتركة جادّة شاملة لعدد من القطاعات يكون هدفها الأسمى صناعة معاجم للّغة العربيّة عامّة، وأخرى مدرسيّة ومتخصّصة خادمة للنّاطقين بالعربيّة وبغيرها، محفّزة لهم على تعلّمها، وميسّرة للمتعلّمين والتّربويّين تنفيذ عملهم على أحسن وجه.</span></p><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">ومن جملة توصيّات المؤتمر الّتي تلاها رئيس مركز الإيسيسكو للّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها نذكر عددا منها بإيجاز وتصرّف:</span></p><ul style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><li><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">الاستفادة من التّجارب المعجميّة لتعليم العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها، وتقييمها في سياق استخدام المعجم العربيّ في مناهج تعليم العربيّة ومقرّراته المدرسيّة عربيّا ودوليّا.</span></li><li><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">تعميق النّظر، وتجديد الرّؤية، والبحث عن طرائق جديدة، وتطوير أدوات تعليميّة مبتَكرة في تقديم الرّصيد اللّغويّ العربيّ وتحديثه، وزيادة الكفاية المعجميّة واللّغويّة لدى متعلّميها، فضلا عن اكتسابهم كفاياتها المعرفيّة، وتمثّلهم حُمولاتها المعرفيّة.</span></li><li><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">الدّعوة إلى إنجاز معجم يرتّب مفردات العربيّة وفق شيوعها، ويقدّمها إلى المتعلّمين والمعلّمين مراعيا مختلف وظائف اللّغة في واقع استخدامها.</span></li><li><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">العناية بالمعجم بوصفه أداة تعليميّة تربويّة وتعلّميّة يضمّ مجموعة من المعلومات اللّغويّة والثّقافيّة والمفاهيم المتجدّدة المسايرة للتطوّر الحاصل في عالم اليوم إلى جانب الحُمولات الثّقافيّة القديمة.</span></li><li><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">تعليم اللّغة العربيّة وفق مقاربة معجميّة ثقافيّة تجعل المعجم العربيّ أداة مؤثّرة في تعليم العربيّة، وتضمن استعمالها استعمالا صحيحا يراعي سياقها التّركيبيّ و الثّقافيّ بما يفضي إلى بناء متعلّم متوازن يعتزّ بذاته ولغته وثقافته، علاوة على تعزيز التّعليم المستقلّ والفكر النّقديّ والفهم الأعمق للّغة العربيّة.</span></li><li><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">الدّعوة إلى إصلاح تربويّ وفق مدخل المقاربة التّواصليّة الميسّر لبناء الحصيلة اللّغويّة للمتعلّم ليصير مندمجا في محيطه، متفاعلا مع مختلف الوضعيّات التّواصليّة.</span></li><li><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">تيسير إنتاج معجميّ محدَّث يلبّي الحاجات المتجدّدة إلى الوحدات المعجميّة الجديدة الّتي يصادفها المتعلّم أثناء تعلّمه.</span></li></ul><p style="color:#333333;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4"> لقد مثّل هذا المؤتمر لبنةً أخرى في مسار العمل المؤسّسيّ المشترك الدّاعم لخدمة ثقافتنا العربيّة الإسلاميّة، والتدبّر العلميّ العمليّ لواقع لغتنا العربيّة من بوّابة المعجم وقضاياه لأجل تجويد وصفها لغويّا، بالإضافة إلى ترقية استعمالها واقعيّا. وممّا لاشكّفيه أنّ هذا يجعلها في الآن نفسه، معبرا إلى إرث ثقافتنا المتنوّعة، وأداةً نقول بها حياتَنا اليوم؛ فنُفهِم ونُفهَم، ونبدِع. فالثّابت أنّنا بهذا نضع قدما في طريقنا إلى أن نبلغ المنشود في حقل تنمية اللّغة العربيّة، وتحقيق الأمن اللّغويّ الّذي هو عماد نهضتتنا وتنميتنا المستدامة.</span></p><p style="color:#333333;font-family:bahijthesansarabic-plain;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4"><span class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4">وتظلّ المدرسة من أهمّ حواضن هذه المشاريع والأهداف، شريطة أن تكون مقرّراتها ومناهج تعليمها وأنشطتها التّربويّة واعية تمام الوعي بسؤال اللّغة ورهاناته الآن واليوم، متطوّرة مواكبة للعصر واستحقاقات مستعمليها في المدرسة وخارجها.</span><br class="ms-rteThemeFontFace-1 ms-rteFontSize-4"><br></span></p><p style="color:#333333;font-family:bahijthesansarabic-plain;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4">محمّد الشّيباني</span></p><p style="color:#333333;font-family:bahijthesansarabic-plain;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4">رئيس وحدة الدّراسات والأبحاث، معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة</span></p><p style="color:#333333;font-family:bahijthesansarabic-plain;font-size:17px;background-color:#ffffff;"><span class="ms-rteFontSize-4">الدوحة 13/6/ 2024</span><br></p><br></div><p><br></p> | انعقد في الرّباط -المملكة المغربيّة مؤتمر دوليّ محَكَّم بعنوان: "المعجم واستخداماته في تعليم العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها: تقييم وتطوير"- بالتعاون بين معجم الدوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة، ومنظّمة العالم الإسلاميّ للتّربية والعلوم والثّقافة (إيسيسكو). | | 19/12/45 09:00:00 م | 22/12/45 08:00:00 م | 22/12/45 08:00:00 م | | | | | Afghanistan | | محمّد الشّيباني | | |
معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة وآفاق الدّراسات والبحث العلميّ | | | | | <p style="text-align:justify;"><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">منذ تدشين البوّابة الإلكترونيّة للمعجم في 10/ كانون الأوّل/ ديسمبر/ 2018 في يوم الإعلان عن بلوغ المعجم نهاية المرحلة الأولى من مراحل إنجاز المعجم لمداخل ألفاظ اللّغة العربيّة المستعملة في نصوصها ونقوشها منذ أقدم ظهور لها حتّى العام 200 للهجرة، والباحثون والمهتمّون يُطلّون عبر نافذة جديدة للمعرفة، يلتمسون منها نورًا، ويترقّبون حدَثًا، ثمّ أعقبها بعد ذلك الفراغ من موادّ المرحلة الثّانية الممتدّة إلى العام 500 هـ، فتنامى الإقبال على هذه الموادّ بالدّراسة والتّحليل والبحث المُعمّق، ونحن اليوم قد قطعنا شوطًا من المرحلة الثّالثة الأخيرة؛ حيث يجري عمل الخُبراء على تحرير الموادّ المعجميّة لإنجاز ألفاظ اللّغة العربيّة المستعملة في نصوصها ونقوشها إلى العام 1444هـ.</span></p><p style="text-align:justify;"><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">وظلّ الإقبال على موقع المعجم عبر بوّابته يتنامى ويتعاظم بتزايد الأفكار والموضوعات المنصبّة على الموادّ المنشورة على البّوّابة بالدّراسة والبحث والتعمّق، وتستلهم منه أسئلةً تارةً، وحُلولًا لقضايا يئس الدّارسون من بعضها.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">وقد قرّر المعجم، تخصيص مؤتمرات علميّة لاستيعاب القضايا المتدفّقة الّتي يثيرها المتابعون ويستلهمونها منه، فكانت أبحاثًا عظيمة الشّأن، في موضوعها وتنوّعها، بما يُبشّر بميلاد وعي معرفيّ جديد لدراسة قضايا اللّغة العربيّة.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">وبعد اختتام أعمال المؤتمر الرّابع (معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة، تحوّلات المعنى، والاستثمار في مجال اللّسانيّات التّطبيقيّة) الّذي عقده المعجم في مكناس المغرب 10-12/أيّار/ ماي 2023م أكّد الباحثون المشاركون أنّ هذا الحدث حدثٌ استثنائيّ فعلًا، وأنّ موعدًا جديدًا مع الأبحاث والدّراسات الواعدة قد حانَ؛ فلأقسام اللّغة العربيّة والدّراسات العُليا اليوم أن تُكثّف نشاطها البحثيّ بالإفادة من المُعجم ، ومصادره الغنيّة، وموادّه المُحرّرة، ومن الأبحاث المُنجزة عنه، وفي هذا السّياق نستعرض بعض المجالات الّتي نوجّه إليها اهتمامات الباحثين، تمثيلًا لا حصرًا، لتقوية الحجّة بأنّ هذا الحدَث ثورةٌ معرفيّة حقيقيّة، وانتصارٌ لأقسام اللّغة العربيّة والدّراسات العُليا والبحث العلميّ، وإنعاشٌ لدورها الرّياديّ.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4"><br></span></p><h1>معجم الدّوحة التّاريخيّ:</h1><h2>(كَلِمَة طيّبة كشجرةٍ طيّبةٍ، أَصلُها ثابتٌ وفرعُها في السّماء، تُؤتِي أُكُلَها كُلّ حِين بإذن ربّها)<br></h2><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">يعين معجم الدّوحة التّاريخيّ على رفد علم اللّغة المقارن والدّراسات السّاميّة وقضايا علم الفيلولوجي philology بالشّواهد والأمثلة على ألفاظ مشتركة بين اللّغات السّاميّة، وعلى تقديم شواهد أخرى لنظام الأسرة الدّلاليّة والعلاقات التّطوّريّة بين الجذور. ويؤسّس هذا المعجم لدراسات جديدة في علم اللّغة التّاريخيّ والبحث في التّأصيل والتّأثيل الإتيمولوجيّ etymology على أسس تُحاصر حُدود الحدس والتّخمين، وتقترب من درجة الإثبات العلميّ، كما يؤسس المعجم في هذا السّياق لإعادة قراءة المعاجم السّاميّة قراءة أكثر عُمقًا في ضوء معاني اللّفظ وتطوّرها داخل المادّة المُعجميّة المُحرّرة في علاقتها بأسرتها السّاميّة.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">ولنا أن نتوقّع أيضًا أنّنا أمام ميلاد جديد لعلم النّحو التّاريخيّ الّذي لا نعثر له على دراسات مُعمّقة؛ لأنّ النّحاة كان لهم نهج وغاية أخرى صرفتهم عن الهمّ التّاريخيّ، لعلّ أجلّها خدمة كتاب الله -عزّ وجلّ- وكان من حقّ النّحو التّاريخيّ أن يكون أسبقَ ظُهورًا من المُعجم التّاريخيّ؛ لأنّه أكثر ارتباطًا بالمباني والتّراكيب والصِّيَغ الصّرفيّة الّتي يُفترض أنّها تسبق ظُهور المعاني، ويسهل، اليوم، أن يُعاد وصف هذه المباني والصِّيَغ والتّراكيب انطلًاقًا من مدوّنة هذا المعجم لمعرفة سلوك هذه الألفاظ في مبانيها، ولمعرفة الأقدم منها في الظّهور، مبنًى مبنًى، وصيغة صيغة، لتقديم حجج مستقلّة ومنطقيّة وعلميّة، ولإيجاد تفسير علميّ للظّواهر الّتي اختلف فيها النّحاة اختلافًا واسعًا (كخلافهم في أسبقيّة المصدر والفعل والاسم وبعض الصِّيَغ والأزمنة على بعضها) دون أن يُثبِت أحدُهم حُجّته بدليل منهجيّ وعلميّ يعتمد على تردّد هذه المباني في سياقات المدوّنة المرتّبة ترتيبًا تاريخيًّا على منصّة معجم الدّوحة التّاريخيّ. </span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">ولا يخفى على المتابع التّنبّؤ بتدفّق سيل من الدّراسات اللّسانيّة والمُعجميّة، في مجالات: الصّناعة المعجميّة والقاموسيّة، ولسانيّات المدوّنات، واللّسانيّات النّصيّة السّياقيّة والتّداوليّة، واللّسانيّات الإحصائيّة الحاسوبيّة.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">أضف إلى ذلك ما سيقع من انفتاح الباحثين على قضايا الدّلالة التّصوريّة في تطوير دراسات المعنى وصياغة التّعريف والحدود، وأوّليّات المعنى، وقضايا المُصطلح النّحوي في السّياق المعجميّ الوصفيّ بعيدًا عن المعياريّة، وإنتاج أفكار جديدة لتصميم المحلِّلات الصّرفيّة الدّقيقة التي تخدم أغراض الكفاية الوصفيّة والتّفسيريّة في كلّ قضايا اللّغة ومكوّناتها ومستوياتها، كلّ ذلك سيكون للمعجم فيه فضلٌ وإسهام قليلًا أو كثيرًا.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">ومن نِعَم هذا المُعجم أنّه عُني في معرض تحريره بتشخيص قضايا الانتحال، ودراسة مسائل التّصحيف والتّحريف والرّوايات المختلفة على أساس أكثر واقعيّة وعلميّة، وهذا التّشخيص ينطلق من الأسس التي قام عليها، وهي مبذولة لكلّ المنتفعين من هذا العلم على مستوى مدوّنته ومصادره وموادّه المنشورة، ومنهجيّة عمله، لإعادة النّظر في مستويات خدمة المصادر والنّصوص الموثوقة والكشف عن غير الموثوق منها.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">وعلى مستوى المضامين الكُبرى كالهُويّة اللّغويّة، والتّفاعل الحضاريّ بين اللّغات ومسائل الأعجميّ (الاقتراض والدّخيل والمعرّب) الّذي هاجر ووفد علينا من اللّغات الّتي تعايشت مع حضارتنا كالفارسيّة واللّاتينيّة والسنسكريتيّة، ويتّصل بأبعاد هذا التّفاعل، فإنّ كلّ لفظ من هذه الألفاظ كفيل بتوليد دراسات وافية انطلًاقًا من الأصل الّذي رصده المعجم، ومن المعنى الّذي وُلد به أو انتقل إليه.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">وهناك طيف واسع آخر من الموضوعات البالغة الأهميّة الثّاوية خلف الحقول الدّلاليّة، فطريقها هو دراسة ألفاظ هذه الحقول دراسة تاريخيّة تعاقبيّة وتزمّنيّة، من جديد؛ لأنّ دراستها منتظمة في سياقات مُحدّدة تاريخيًّا، تُنصِف الدّارسين وتروي ظمأهم؛ ففي هذا المعجم، على سبيل التّمثيل، تطول قوائم ألفاظ الألعاب والأطعمة والأشربة والملابس والعادات والحيوانات والحشرات والنّبابات وغيرها، وهي بحاجة ماسّة إلى استثمار المعجم التّاريخيّ لفهم أسرار حياة النّاس في الزّمن الغابر، وطُرق تحوّلاتها الدّلاليّة بما يخدم طيفًا من العلوم والدّراسات الّتي تعتمد منهج الحفر والتّنقيب، وترصد التّطّور الحاصل في أبحاثها.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">وللأقسام العلميّة أيضًا ما لم يكن لها من قبل في خدمة توليد المصطلح، وفي استثمار نظريّات التّحليل والبناء الصّرفيّين في خدمة الألفاظ المُستحدثة الّتي تتدفّق بالآلاف. </span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">ومن الموضوعات الواعدة التي يمكن أن يفيد منها الباحثون المستمدِّون العون من هذا المعجم ما يتّصل بمصادر جمع المدوّنات العملاقة، وبدراسات التّركيب والمعجم، وبدراسة اللّغة بوصفها توليدًا وإغناءً للمعجم الذّهنيّ الّذي يفتح آفاقًا للّسانيّات الأحيائيّة، ودراسات المعاجم التّاريخيّة المقارنة وأثرها في تقريب حقيقة التّراث الإنسانيّ بين البشر، وكذا بالدّراسات الإنسانيّة (تاريخ، أنَاسة، اجتماعيّات...)، وقضايا أخرى عظيمة الشّأن في مجالات اللّغة العربيّة لغير النّاطقين بها.</span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">بالنّظر إلى الموضوعات المذكورة آنفًا؛ فإنّه من المممكن الاستعانة بمعجم الدّوحة التّاريخيّ وبالأدبيّات الصّادرة عنه وعن المؤتمرات الّتي أنجزها، في توصيف مناهج بعض الاختصاصات ومقرّراتها، على مستوى تخصّص اللّغة العربيّة وآدابها، وتخصّص اللّسانيّات بفروعها المتنوّعة، أو على مستوى اختصاصات أخرى بينيّة يربطها باللّغة روابط عميقة كالفلسفة والتّاريخ والعلوم الاجتماعيّة وعلوم التّربية وعلوم الحاسوب والبرمجة اللّغويّة وغيرها، كما يمكن الإفادة من المعجم في خلق برامج علميّة جديدة تزيد من فاعليّة هذه الاختصاصات لتصبح محلّ رضى وقبول لدى المنتسبين إليها، وتُعلي من أدوار هذه الاختصاصات في خدمة المجتمع والدّراسات العلميّة المُعمّقة، وترفع نسبة الإقبال عليها. </span></p><p><span class="ms-rteFontFace-6 ms-rteFontSize-4">وما هذا العرض إلّا مختصر لأهمّ الأفكار الّتي أشار إليها المشاركون والباحثون الذين تفاعلوا مع معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة، وأنجزوا أبحاثهم من خلاله في مضامين عدد من هذه الموضوعات، حرَصنا على تنبيه الباحثين إليها، أينما كانوا، للانتهال من مورِد شَرِيعَةٍ صافِي، ونبْعٍ مَعِينٍ ضافِي لعلّه يعين في ترسيخ قِيم الهُويّة والانتماء إلى لغتنا العربيّة، ويعيد لها ألَقَها ومكانتها الرّياديّة في الأوساط العلميّة والأكاديميّة.</span></p><h3 style="text-align:left;">وحدة الإعلام والعلاقات العامّة </h3><p><br></p> | منذ تدشين البوّابة الإلكترونيّة للمعجم في 10/ كانون الأوّل/ ديسمبر/ 2018 في يوم الإعلان عن بلوغ المعجم نهاية المرحلة الأولى من مراحل إنجاز المعجم لمداخل ألفاظ اللّغة العربيّة المستعملة في نصوصها ونقوشها منذ أقدم ظهور لها حتّى العام 200 للهجرة، والباحثون و | | 07/11/44 09:00:00 م | 08/11/44 10:00:00 ص | 08/11/44 10:00:00 ص | | | | | Afghanistan | | وحدة الإعلام والعلاقات العامّة | | |
العمق التّاريخيّ لكلمات عربيّة حيّة في استعمالنا المعاصر(4) | | | | | <p></p><p style="text-align:center;">هل تعلم... </p><p style="text-align:center;">العمق التّاريخيّ لكلمات عربيّة حيّة في استعمالنا المعاصر</p><p style="text-align:right;"> </p><p>(<strong>حَرْب</strong>): </p><p>كلمة استعملها العرب في كلامهم ما بين القرن الرّابع قبل الميلاد والقرن الثّاني الميلادي بمعنى (المعركة ونحوها من صنوف القتال)، كما يُوثّقه النّقش المُكتشَف في بادية بلاد الشّام. ووردت بالمعنى ذاته بالجمع (حروب) بتاريخ نحو(400 قبل الهجرة) الموافق للعام (234 ميلادي)، وذلك في شعر منسوب إلى هُناءة بن مالك بن فَهْم الأزديّ في قوله:</p><p style="text-align:right;">وَإِنِّي عَدَانِي أَنْ أَزُورَكِ، فَاعْلَمِي شِبَابُ حُرُوبٍ كَالحَرِيقِ المُضَرَّمِ</p><p>كما استعمل المصدر (حَرَب) بمعنى (شدّة الغضب) وذلك نحو سنة ( 125 قبل الهجرة) الموافق لسنة (500 ميلادي)، واشتُقّ منها الاسم (مِحْرَاب) بمعنى (عرين الأسد)، ووُثِّق استعماله بتاريخ نحو سنة (62 من الهجرة) الموافق للعام (682 ميلادي)، وبمعنى (مقام الإمام في المسجد) نحو سنة (175 من الهجرة) الموافق لسنة (791 ميلادي).</p><p>ووُجد لبعض هذه الاستعمالات وغيرها نظائر في اللّغات السّاميّة، ومنها: الآراميّة البابليّة الفلسطينيّة والجِبّاليّة والسَّبئِيّة والأوغاريتِيّة والعِبريّة والسُّريانيّة والجِعْزيّة والحَرْسُوسيّة</p><p>(انظر مزيدًا من التّفاصيل في مادّة "<a href="https://dohadictionary.org/root/%d8%ad%d8%b1%d8%a8">حرب</a>" في المعجم).<br></p><p><br></p> | | | 21/05/43 09:00:00 م | 22/05/43 10:00:00 ص | 22/05/43 10:00:00 ص | | | | | Afghanistan | | معجم الدوحة التاريخي للغة العربية | | |
العمق التّاريخيّ لكلمات عربيّة حيّة في استعمالنا المعاصر(3) | | | | | <p><br></p><p>(<strong>مدينة</strong>) كلمة استعملها العرب في كلامهم ما بين القرن الرّابع قبل الميلاد والقرن الثّاني بمعنى "البِلاد"، كما يُوثّقه النّقش المُكتشَف في بادية بلاد الشّام. واستُعملت بالجمع (مَدائِن) بتاريخ 20 قبل الهجرة (الموافق للعام 602 ميلادي)، و(مُدُن) بتاريخ 18 للهجرة (الموافق للعام639 ميلادي).</p><p>ووردت بمعنى "المصر الجامع المتّخذ للسّكنى" في شعر أُحَيحة بن جُلاح الأوسيّ نحو 129 قبل الهجرة (الموافق للعام 496 ميلادي) في قوله:</p><p style="text-align:center;">قد كنتُ أغنى النّاسِ شخصا واحدا وَرَدَ المدينة عن زراعة فوم</p><p>واشتُقّ منها الفعل (مَدَنَ) بمعنى "أتى المدينة"، ووُثِّق استعماله بتاريخ 175 للهجرة (الموافق للعام 791م ميلادي).</p><p>(انظر مزيدا من التّفاصيل في مادّة (<a href="https://dohadictionary.org/root/%d9%85%d8%af%d9%86">مدن</a>) في المعجم).<br></p> | | | 15/05/43 09:00:00 م | 16/05/43 10:00:00 ص | 16/05/43 10:00:00 ص | | | | | Afghanistan | | معجم الدوحة التاريخي للغة العربية | | |
العمق التّاريخيّ لكلمات عربيّة حيّة في استعمالنا المعاصر(2) | | | | | <p>(<strong>بَحْر</strong>): </p><p>كلمة استعملها العرب في كلامهم ما بين القرن الرّابع قبل الميلاد والقرن الثّاني الميلادي بمعنى (الماء الكثير في سعة وانبساط)، كما يُوثّقه النّقش المُكتشَف في بادية بلاد الشّام. ووردت بالمعنى ذاته بتاريخ نحو( 403 قبل الهجرة) الموافق للعام (231 ميلادي)، وذلك في شعر منسوب إلى مالك بن فَهْم الأزديّ في قوله:</p><table cellspacing="0" width="100%" class="ms-rteTable-default"><tbody><tr style="text-align:center;"><td class="ms-rteTable-default" style="width:50%;">أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ أَبْنَاءَ فَهْمٍ</td><td class="ms-rteTable-default" style="width:50%;">بِمَأْلُكَةٍ مِنَ الرَّجُلِ العُمَانِي</td></tr><tr style="text-align:center;"><td class="ms-rteTable-default"></td><td class="ms-rteTable-default"></td></tr><tr style="text-align:center;"><td class="ms-rteTable-default">تَحِيَّةَ نَازِحٍ أَمْسَى هَوَاهُ</td><td class="ms-rteTable-default">بِجِنْحِ البَحْرِ مِنْ أَرْضَيْ عُمَانِ؟</td></tr><tr><td class="ms-rteTable-default"></td><td class="ms-rteTable-default"></td></tr></tbody></table><p>كما استعملت بمعنى (الريف) وذلك نحو سنة ( 79 قبل الهجرة) الموافق لسنة (545 ميلادي)، وبمعنى (البلد) نحو سنة ( 60 للهجرة) الموافق لسنة (680 ميلادي)، وبمعنى (الوزن الذي ينظم عليه الشعر) نحو سنة ( 175 للهجرة) الموافق لسنة (791 ميلادي)، واشتُقّ منها الفعل (تَبَحَّرَ) بمعنى (تَوَسَّعَ في المعرفة)، ووُثِّق استعماله بتاريخ نحو سنة (124 من الهجرة) الموافق للعام (742 ميلادي)، وبمعنى (أصابه داء البُحْران) نحو سنة (368 من الهجرة) الموافق لسنة (978 ميلادي).</p><p>ووُجد لهذه الاستعمالات نظائر في اللّغات السّاميّة، ومنها: السَّبئِيّة والعِبريّة والسُّريانيّة والجِعْزيّة والحَرْسُوسيّة والأمهريّة.</p><p>(انظر مزيدًا من التّفاصيل في مادّة "<a href="https://dohadictionary.org/root/%d8%a8%d8%ad%d8%b1">بحر</a>" في المعجم).<br></p> | | | 08/05/43 09:00:00 م | 09/05/43 07:00:00 ص | 09/05/43 07:00:00 ص | | | | | Afghanistan | | معجم الدوحة التاريخي للغة العربية | | |
العمق التّاريخيّ لكلمات عربيّة حيّة في استعمالنا المعاصر | | | | | <h1 style="text-align:center;">هل تعلم ....</h1><p><br></p><p> (<strong>أرض</strong>) كلمة نتداولها اليوم بمعنى "البَسيطة التي يعيش عليها الخَلق"، استعملها العرب في كلامهم ما بين القرن الرّابع قبل الميلاد والقرن الأوّل بهذا المعنى، كما يُوثّقه النّقش المُكتشَف بقرية الفاو. </p><p>وورد هذا المعنى ذاتُه في شعر منسوب إلى مالك بن فهد الأزدي نحو 403 قبل الهجرة (الموافق للعام231 ميلادي). وتنّوّعت معاني كلمة "الأرض" في اللغة العربيّة لتدلّ على "أسفل قوائم الدّابّة"، نحو30 للهجرة (الموافق للعام651 ميلادي)؛ وعلى "الزُّكام"، وعلى "الرِّعدة في الجسم"، نحو 175 للهجرة (الموافق للعام 791 ميلادي). وتولّدت منها اشتقاقات عديدة بمعانٍ متنوّعة ومصطلحات مختلفة في علوم شتّى.</p><p>ووُجد لهذا الاستعمال نظائر في اللّغات السّاميّة، ومنها: الأكّادِيّة والفنيقيّة والآراميّة البابليّة والجِبّاليّة والسَّبئِيّة والأوغاريتِيّة والعِبريّة والسُّريانيّة.</p><p>(انظر مزيدا من التّفاصيل في مادّة <span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-QA" dir="RTL" style="font-size:16pt;line-height:107%;font-family:calibri, sans-serif;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>(<a href="https://dohadictionary.org/root/%d8%a1%d8%b1%d8%b6"><span style="font-family:arial, sans-serif;">ءرض</span></a>)</span> في المعجم).<br></p><p><br></p> | | | 04/05/43 09:00:00 م | 05/05/43 11:00:00 ص | 05/05/43 11:00:00 ص | | | | | Afghanistan | | معجم الدوحة التاريخي للغة العربية | | |
عامان على معجم الدوحة التاريخي للغة العربية: التحديات المقبلة | | | | | <p><span class="ms-rteFontSize-3">حين أُطلق رسميًا أوّل معجمٍ تاريخي للغة العربية في الدوحة، في يوم الإثنين 10 كانون الأول/ ديسمبر 2018، بافتتاح موقعٍ إلكتروني خاصٍ به، ومتاح الاستخدام لأي مهتم، وبمئة ألف مدخلٍ معجمي يشمل ألفاظ اللغة العربية حتى عام 200ه، كنّا نُدرك أنّ المسلك وعرٌ والدربَ غير مطروق. لكنّه كان تحديًا قرّرنا في المركز العربي للأبحاث عدم التملص من مواجهته حين اقتُرح الأمر على جدول أعماله، ولا سيّما أنّ عددًا كبيرًا من خيرة علماء اللغة العربية أصبحوا يعتقدون أنّه قد آن الأوان للقيام بذلك، فغادروا الندوات التي لا تتوقف عن الانعقاد لمناقشة أسباب تعذّر الأمر حتى الآن؛ لأنه لا يوجد سبب مقنع لاستحالة ما هو ممكن. والفكرة على كل لسان (بين المتخصصين على الأقل)، والمشروع واقعي شرط أن يتصدى للمهمة من هم قادرون على إدارة مشروعات كبرى من هذا النوع، وأن يتوافر الدعم، فهذه مشروعات دول. واللغات الحيّة الكبرى كافة، ومنها ما هو أقلُّ انتشارًا من اللغة العربية، باتت تمتلك معجمًا تاريخيًّا، وأحيانًا أكثر من معجم؛ يؤرّخ معاني الألفاظ وتغيّرها عبر الزمن، ويَتتبّع تاريخ تطور اللغة مع التطور التاريخي، ومن ثمّ يُسهم في فهم تاريخ اللغة وتاريخ المجتمع على نحوٍ لا تُسقَط فيه المعاني من الحاضر على الماضي، وإنما يُفهم اللفظ بدلالته عند استخدامه، ما يُزيل كثيرًا من اللبس وسوء الفهم الذي يعتور مقاربة المعاصرين لنصوص التراث وغير التراث.</span><br></p> | حين أُطلق رسميًا أوّل معجمٍ تاريخي للغة العربية في الدوحة، في يوم الإثنين 10 كانون الأول/ ديسمبر 2018، بافتتاح موقعٍ إلكتروني خاصٍ به، ومتاح الاستخدام لأي مهتم، وبمئة ألف مدخلٍ معجمي يشمل ألفاظ اللغة العربية حتى عام 200ه، كنّا نُدرك أنّ المسلك وعرٌ والدرب | | 14/05/42 09:00:00 م | 29/06/42 12:00:00 م | 29/06/42 12:00:00 م | | | | | Afghanistan | | عزمي بشارة | | |