نشر فى: 11/05/2022

اختتمت في الدوحة، اليوم الأربعاء الموافق 11 أيار/ مايو 2022، أعمال مؤتمر معجم الدوحة التاريخي الثالث بعنوان "معجم الدوحة التاريخي للّغة العربية وأبعاده العلمية والحضارية"، الذي عُقد على مدار يومين بمشاركة ما يزيد على أربعين باحثًا وباحثةً تناولت أوراقهم البحثية محاور متنوعة كالتجارب المعجمية، والنظائر الساميّة والتأثيل في المعجم، والمعجم والدلالة، والمعجم والقضايا اللسانية، والمعجم والبعد الحضاري، ومقارنات بين المعاجم، والمعجم وقضايا المصطلح، والمعجم والتنوع، وقضايا المعجم.

وعُقدت في اليوم الثاني للمؤتمر جلسات متزامنة، قدّم فيها أكثر من عشرين باحثًا وباحثة أوراقهم البحثية وسط حضور مميز وإقبال كبير على البثّ المباشر عبر حسابات التواصل الاجتماعي التابعة لمعجم الدوحة التاريخي والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

المعجم والبعد الحضاري

وضمن محور "المعجم والبعد والحضاري" عُقدت جلستان متزامنتان، إحداهما برئاسة عبد السلام المسدّي، أمين سر المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، افتتحها محمد مرقطن، المتخصص في لغات وحضارات الشرق القديم في جامعة مونستر بألمانيا، بورقة بعنوان "الأصول الحضارية لألفاظ القراءة والكتابة في لغة العرب: نماذج مختارة من معجم الدوحة التاريخي". تلته عميدة شعلان، أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في قسم الآثار والسياحة في جامعة صنعاء، بورقة بعنوان "العمق التاريخي لألفاظ اللغة اليمنية القديمة: دراسة معجمية مقارنة مع مادة معجم الدوحة التاريخي". ثم واسيني بن عبد الله، أستاذ التعليم العالي بجامعة المسيلة في الجزائر، بورقة بعنوان "منهج التعامل مع ألفاظ الحضارة الإسلامية في المعجم التاريخي: قراءة في متن معجم الدوحة التاريخي". وفي الختام تحدّث رشيد بلحبيب، نائب المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية وعضو مجلسه العلمي، عن "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية: نحو آفاق مفتوحة للاستدراك".

أمّا في الجلسة المتزامنة التي ترأّسها علي الكبيسي، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، فقد شارك فيها أيمن بن نجي، خبير لغوي في معجم الدوحة التاريخي، بورقة بعنوان "ألفاظ الحضارة في معجم الدوحة التاريخي: حقل اللباس نموذجًا". وتحدّث من بعده آدي ولد آدب، خبير لغوي في معجم الدوحة التاريخي، عن ورقته بعنوان "مادة 'ء م م' في المعجم التاريخي: بين مقصدية الأمّ، وثراء الأمومة، والأمة، والإمامة". واختتمت الجلسة الباحثة وئام المسالمة بورقة عنوانها: "ألفاظ الحضارة في معجم الدوحة التاريخي: دراسة وصفية تحليلية".

مقارنات بين المعاجم

وضمن محور "مقارنات بين المعاجم"، عُقدت أيضًا جلستان متزامنتان، إحداهما أدارها عبد الحميد الهرامة، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، وشارك فيها أربعة باحثين. بدأت عواطف السمعلي، أستاذة في كلية الآداب والفنون والإنسانيات في جامعة منوبة بتونس، بتقديم ورقتها بعنوان "بنية التعريف في معجمي الدوحة والشارقة التاريخيين: دراسة مقارنة تحليلية للدلالة والشاهد". وقدّم بعدها محمد إسماعيل ورقته المشتركة مع أشرف عبد الحيّ بعنوان "خطاب التنوع اللغوي في معجم الدوحة التاريخي". وبعد ذلك قدّم سامي مبرك، عضو مركز البحث في اللسانيات التطبيقية بجامعة ليون، ورقته بعنوان "التعريف المعجمي في المعجم التاريخي العربي والفرنسي والإنكليزي: دراسة تحليلية مقارنة". واختتم الجلسة باولو برانكا، أستاذ مشارك في اللغة العربية في الجامعة الكاثوليكية في ميلان بإيطاليا بورقة عنوانها "الأثر اللغوي لمصطلح 'الدهر' (زمني وقدري) في اللغة العربية وآدابها".

وفي الجلسة المتزامنة ضمن هذا المحور، التي ترأسها عبد العلي الودغيري، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، فقد بدأها أحمد البايبي، أستاذ التعليم العالي في اللسانيات العربية بجامعة مولاي إسماعيل بالمغرب، بورقته بعنوان "منهج بناء معجم الدوحة التاريخي في عرض الألفاظ: دراسة مقارنة مع معجم أكسفورد التاريخي للغة الإنكليزية والمعجم التاريخي للغة العربية (الشارقة)". وقدّم بعده عبد القادر بوشيبة، أستاذ جامعي بالمركز الجامعي مغنية بالجزائر، ورقته بعنوان: "الوظائف المعجمية في معجم الدوحة التاريخي: دراسة في ضوء الصناعة المعجمية الحديثة". ثم قدّمت عائشة المالكي، أستاذة في كلية الآداب واللغات بجامعة طاهري محمد في الجزائر، ورقتها بعنوان "دلالات الألفاظ بين المعجم والقرآن". واختتم الجلسة الشاذلي الهيشري من تونس بورقته بعنوان "نحو مسار توفيقي بين معجمي الدوحة والشارقة التاريخيين".

 

المعجم وقضايا المصطلح

واختتم المؤتمر بتناول محور "المعجم وقضايا المصطلح" حيث تطرق فيه الباحثون إلى أهم قضايا المعجم والمصطلح وتطور المفاهيم وإشكالات تعريفات المصطلحات في المعاجم، وقدرة اللغة العربية على استيعاب المصطلحات المستجدة، وشارك في جلستين متزامنتين ثمانية باحثين بأوراق بحثية متنوعة، كانت الأولى برئاسة محمد حسّان الطّيان، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، ومشاركة عبد الله محمد زين شهاب، نائب رئيس جامعة سيئون الحكومية للشؤون الأكاديمية في حضرموت، بورقة بعنوان "المعجم وتطوّر المفاهيم والمصطلحات"، والباحث عبد الله توفيق بورقة بعنوان "قضايا المصطلح في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، وعبد الرزّاق الصالحي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمغرب، بورقة بعنوان "المصطلح العروضي في معجم الدوحة التاريخي: أشكال التعريف وإشكالاته ووجوه التطوّر الدلالي". وختمت الجلسة بمشاركة عبد السّلام الحشّاني، عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا للجغرافيا في الجامعة الأسمرية الإسلامية بزليتن، بورقة عنوانها "معجم الدوحة واستيعاب المصطلحات العلمية المستجدّة".

أما الجلسة المتزامنة الثانية ضمن هذا المحور، فقد ترأسها علي المخلافي، عضو المجلس العلمي وشارك فيها علي البوجديدي بورقة بعنوان "مداخل الهزل والسخرية في معجم الدوحة التاريخي: دراسة في المادة المعجمية وتاريخية المصطلح"، وعمر الفجاوي، بورقة بعنوان "مصطلح الجاهليّة المحيف عليه: قراءة في شبهات الفهوم في ضوء معجم الدوحة"، ونجم الدين خلف الله بورقة بعنوان "في التحوّلات الدلالية لمصطلح 'الجريمة' من خلال معجم الدوحة التاريخي. واختتمت الجلسة نسمة طاهر السقعان بورقة بعنوان "معجم الدوحة التاريخي والقراءات التأويلية للتراث الفقهي: دراسة تجريبية".

حضور مميز وتفاعل إيجابيّ

أشاد الحضور والمتابعون عبر البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤتمر الذي ضمّ أكاديميين لغويين بارزين، كما أشادوا بتنظيمه وبالقيمة العلمية الكبيرة للأوراق البحثية المقدمة وعمق المداخلات والتعليقات والأسئلة. ورحّب الدكتور عز الدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بكل الاقتراحات والتوصيات التي قدّمها المشاركون في المؤتمر من محاضرين ومناقشين، سواء في أوراقهم البحثية أو في تعقيباتهم وتعليقاتهم، مذكّرًا بأن المعجم في تحديث مستمر، وأن نافذةً في بوابة المعجم مخصصة لهذا الغرض.

والجدير ذكره أن مؤتمر معجم الدوحة التاريخي للغة العربية وأبعاده العلمية والحضارية هو المؤتمر الدولي الثالث الذي يقيمه معجم الدوحة انطلاقًا من حرص القائمين عليه على البحث العلمي، وهو المنهج الذي بُني عليه المعجم. ويستعدّ المجلس العلمي للمعجم لعقد اجتماعه العلمي الثامن عشر لمناقشة قضايا في منهج العمل في المعجم وسيره، وهو اجتماع دوري نصف سنوي تشكّل ملفاته وتداولاته مادة علمية غزيرة فريدة، وتُعدّ منهلًا يُستقى منه للبحث والكتابة والتأليف، وستنشر أعمال هذه الاجتماعات جميعها قريبًا للعموم كما صرّح بذلك الدكتور عزمي بشارة في كلمته الافتتاحية في اليوم الأول من المؤتمر.


التعليقات

لتشارك بتعليق أو رد، تحتاج إلى تسجيل الدخول أو التسجيل
مشاهدة التعليقات السابقة