نشر فى: 22/05/2024

انطلقت يوم الأربعاء الموافق 22 أيّار/مايو 2024 أعمال المؤتمر الدولي "المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها: تقييم وتطوير"، الذي ينظّمه معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتشارك مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في مقرّ المنظّمة الكائن في العاصمة المغربية، الرّباط.

يشارك في المؤتمر نخبةٌ من الباحثات والباحثين من دول عربية وأجنبية، يقدّمون ثمانيةً وعشرين بحثًا محكّمًا في أربعة محاور رئيسية؛ مقاربات في علاقة المعجم بتعليم اللغات، والمعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، ومعايير صناعة معجم عربي موجّه تعليميا للناطقين بالعربية وبغيرها، ومعجم الدوحة التاريخي وآفاق استخداماته التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها.

شهد اليوم الأول من المؤتمر حضورا واسعًا ضمّ عددًا من السفراء والممثلين الدبلوماسيين للدول العربية والإسلامية، وعددا من الباحثين وطلبة من جامعات مغربية. وبدأت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية ترأسّها سعادة الأستاذ الدكتور مجدي حاج إبراهيم، رئيس مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، وتحدّث فيها معالي الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، وسعادة الأستاذ الدكتور عزالدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وسعادة الأستاذ الدكتور المصطفى أبو معروف، رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال.

ترأس الجلسة الأولى التي انعقدت تحت عنوان: المعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، الأستاذ الدكتور عمر حلي، مستشار المدير العام للإيسيسكو لاتحاد جامعات العالم الإسلامي. وقدم فيها الباحث عبداللطيف عبيد، الأستاذ بالمعهد العالي للغات في جامعة قرطاج بتونس ورقة بعنوان: "الرصيد اللغويّ الوظيفيّ، تقييم تجربة معجميّة تربويّة"، حيث وضع تجربة الرصيد اللغوي في إطاره المغاربي التاريخي والتربوي واللّغوي، وعرّف بمنهجيّة إعداده وبمعاييره اللغويّة، وأبرز  اجتهاد المؤلّفين في سدّ ثغرات معجم الطفل المغاربي والعربي. وقدم الباحث مصطفى قنبر من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بقطر، بحثًا بعنوان: "استخدامات المعجم في تعليم وتعلُّم اللغة العربية للناطقين بها في دولة قطر: عرض وتقْييم"، سعى فيه إلى الوقوف على إشكالية استخدامات المعجم في تعليم وتعلُّم اللغة العربية للناطقين بها في مناهج دولة قطر، حيث سلّط الضوء على كيفية هذه الاستخدامات، وإلى أي مدًى كانت ملبِّيةً لمعايير ونتاجات التعلُّم المعتمدة، من خلال عرض لتمثيلات هذه الاستخدامات في مناهج تعليم وتعلُّم اللغة العربية في دولة قطر، ومناقشة وتقييم ذلك خاصة في الجانب التطبيقي الذي تضمَّنه كتاب المتعلِّم. كما قدّم الخبير اللغوي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، عبد المنعم حرفان، بحثًا بعنوان: "نحو حلّ لتداخل مواد المعجم لغايات تعليمية"، تناول فيها تداخل الجذور في المعاجم العربية وأخطاء المتكلمين، واقترح مقاربة موحدة للظاهرتين تروم الإحاطة بمختلف تفاصيلهما. وبرهن على أن للظاهرة ارتباطا جليا ببنية الكلمة العربية غير السلسلية التي ينظر فيها إلى الجذر على أنه العنصر الحامل لدلالة الكلمة، والمسؤول عن نقلها إلى مختلف المشتقات. وقدّم الباحث خالد أبو عمشة، المدير الأكاديمي لمعهد قاصد بالأردن، بحثًا بعنوان: "استخدامات المعاجم في مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها: الواقع والمأمول"، سعى فيه إلى قراءة واقع استخدام المعاجم العربية في مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها، ودراسة فعاليتها في حال وجودها، ووضع مصفوفة هذه الاستخدامات في حال غيابها بغية خلق بيئة تعليمية تعلمية فعالة تسهم في تطوير الكفاءة اللغوية إلى أقصى الحدود الممكنة. واختتم الجلسة رشدي طاهر، الأستاذ بجامعة الأمير سونكلا الحكومية، فرع فطاني بتايلاند، ببحث عنوانه: "اتجاهات متعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها نحو استخدام المعجم الإلكتروني دراسة ميدانية على متعلمي العربية من الناطقين بغيرها في تايلاند وماليز يا".

وجاءت الجلستان الثانية والثالثة من المؤتمر استكمالا لموضوع المعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، حيث عقدت الجلسة الثانية برئاسة سعادة السفير خالد فتح الرحمن، رئيس مركز الحوار الحضاري بالإيسيسكو، واستُهِلّت بتقديم محمد مصطفى، الأستاذ بجامعة رابرين بكردستان العراق، بعنوان: "المعجم العربي ودوره في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها – مشكلات ومقترحات"، هدف في بحثه إلى إبراز أهمية المعجم العربي وتوظيفه في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وبيان أهم المشكلات التي تواجههم في استخدام المعاجم العربية، وتقديم مقترحات لحل هذه المشكلات. وقدم الباحث علي عبد الواحد، الأستاذ بجامعة جوموشخانه بتركيا بحثًا عنوانه: "معجم دليل العربية: مقاربة معجمية ونقلة نوعية في المعاجم التعليمية الموجهة للناطقين بغير العربية". وتضمنت الجلسة بحثًا للباحث أيمن بن نجي، الخبير في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بعنوان: "واقع المعجم العربي في المنهج التعليمي القطري"، سعى إلى الوقوف على واقع المعجم العربيّ في المنهج التعليميّ القطريّ، ومعرفة المعاجم المعتمدة في هذه المراحل الدّراسيّة، والنّظر في كفاية هذه المعاجم، ومدى استيفائها بمعايير الصّناعة المعجميّة التّعليميّة، وقد استعانت الدّراسة بالمنهج الوصفيّ التّحليليّ، وبالمنهج الاستقرائيّ. وتحدّث عالم النفس المغربي، أحمد المطيلي، في بحثه عن ظواهر معجمية في كتب المطالعة المدرسية، وتناول فيه ظواهر معجمية لافتة واختلالات كمية وكيفية شتى استوجبت اقتراح جملة من الحلول مثل تجديد الضوابط المرجعية في التأليف المدرسي وإيلاء المعجمة المنزلة التي تستحقها بتضمين كتب القراءة معاجم فرعية ومعاجم مرجعية بمواصفات منهجية محددة. واختتم الجلسة الباحث إسماعيل الشقف من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالرباط، حيث قدم ورقة بعنوان: المعجم المدرسي، إشكالات التدريس وآليات الاكتساب، سعى من خلالها إلى الكشف عن الخلل في المنظومة التعليمية وأسبابه بواسطة دراسة ميدانية همت الوثائق التربوية، ومختلف المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية، وقدّم عقبها آليات تساهم في اكتساب المتعلم كفاية معجمية.

وترأس الجلسة الأخيرة من اليوم الأول من المؤتمر الدكتور محمد إسماعيلي علوي، أستاذ اللسانيات بجامعة السلطان مولاي سليمان، وقدم فيها الباحث عرفان عبدالله من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا بحثًا بعنوان: "بناء تطبيق لغوِي تعليمي هاتفي لمعجم سلاسل اللغة العربية للناطقينَ بلغات أخرَى"، يهدف إلى تقديم معجم للسّلاسل التّعليميَّة يعتمد على مصادرَ صالحة لأن تكون مصادر تعليمية لغير العرب. وقدم في الجلسة الباحث حسين البسومي، الأستاذ في جامعة الوادي الجديد بالقاهرة، بحثًا عنوانه: "توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في إثراء الأمثلة التوضيحية بالمعجم العربي الأساسي -تطبيق Gemini نموذجا، دراسة معجمية حاسوبية." حيث بحثَ إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي ممثلا في تطبيق Gemini، في إثراء الأمثلة التوضيحية في المعجم العربي الأساسي، بهدف تحسين دوره الوظيفي في تعليم اللغة العربية وتعلمها. وقدم الباحث رضا الكشو، الأستاذ في الجامعة التونسية، بحثًا بعنوان: "منهج لسانيّ حاسوبيّ لصناعة المعاجم للناطقين بالعربيّة وبغيرها"، اقترح فيه معايير لسانيّة حاسوبيّة في صناعة المعاجم للناطقين بالعربيّة وبغيرها. مميّزا بين الأفعال التوزيعيّة (distributional verb) وأفعال العماد (support verb) ولتحديد تعلّقات (valence) أقسام الكلم. واختتمت الجلسة بمشاركة الباحث عبد الإله الخزاز من وزارة التربية الوطنية بالمغرب، حيث قدم بحثًا بعنوان: "فاعلية التطبيق الإلكتروني لمعجم الدوحة التاريخي في تنمية الكفاية المعجمية- المستوى الثانوي التأهيلي نموذجا"، هدف فيه إلى بيان فاعلية توظيف معجم الدوحة التاريخي في تنمية الكفاية المعجمية لدى متعلمي اللغة العربية من خلال تطبيق أدوات الدراسة التجريبية قبليا وبعديا على عينة عشوائية بلغ عددها (68) متعلما.

ومن المقرر أن تتواصل أعمال المؤتمر في اليوم الثاني، الأربعاء، 23 أيّار/مايو 2024 حيث ستنعقد ثلاث جلسات بمشاركة أربعة عشر باحثًا وباحثة ضمن ثلاثة محاور؛ معجم الدوحة التاريخي وآفاق استخداماته التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، معايير صناعة معجم عربيّ موجّه تعليميّا للناطقين بالعربية وبغيرها، مقاربات في علاقة المعجم بتعليم اللغات.


التعليقات

لتشارك بتعليق أو رد، تحتاج إلى تسجيل الدخول أو التسجيل
مشاهدة التعليقات السابقة