نشر فى: 15/05/2015

​​​​

 الدورة التدريبية لمنسقي المعالجة المعجمية في البلدان العربية

 

أقامت الهيئة التنفيذية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية في الفترة بين السبت الثاني من مايو إلى السبت التاسع من مايو 2015م في الدوحة-قطر وعلى مدى سبعة أيام دورة تدريبية لمنسقي المعالجة المعجمية في بعض البلدان العربية؛ حيث سيقوم كل منسق بالإشراف على عمل فريق من اللغويين يقومون بالمعالجة المعجمية لبعض مواد المعجم ومن ثم إرسالها للفريق المركزي بالدوحة لمراجعتها ووضعها في صورتها شبه النهائية حيث ينظر فيها المجلس العلمي للمعجم من أجل اعتمادها.

وتمثل هذه الدورة بداية أول مرحلة من التوسع التدريجي في أعمال المعالجة المعجمية التي تعد قلب المشروع ومحوره الأساسي. وقد افتتح المدير التنفيذي للمعجم الدكتور عز الدين البوشيخي الدورة، بعد الترحيب بالسادة المنسقين وأعضاء الفريق المركزي في الدوحة، بتعريف معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بأنه المعجم الذي يرصد كل ألفاظ اللغة العربية منذ أقدم نص مُوَثَّق حتى وقتنا المعاصر، فيتتبع التطور البنيوي والدلالي لكل لفظة على خط الزمن موثَّقًا بشاهدٍ لكل معنًى استُعْمِلت به. واستعرض ملامح خطة إنجازه، وهيكلته الإدارية، ونوعية الخبراء اللغويين والحاسوبيين العاملين على إنجازه، منوها بالدعم الذي يوفره له المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مبرزا ضخامة المشروع وتحدياته. وأكد الرغبة والحرص على إشراك الكفاءات العلمية من كل البلاد العربية في هذا المشروع الضخم لمجابهة تحدياته النوعية والكمية والتقنية، كما أعاد تنبيه السادة المنسقين إلى أن انطلاق المعالجة المعجمية بجودة وكفاءة تعتمد بين أمور عديدة على قدرتهم على الاستيعاب الجيد لخطوات المعالجة المعجمية على المنصة الحاسوبية.

ثم تلا الافتتاح عرض قدم فيه الدكتور محمد العبيدي، نائب المدير التنفيذي، القسم العلمي من الدليل المعياري للمعالجة المعجمية؛ وهي الوثيقة التي تحتوي على أهم المفاهيم والضوابط والمحددات التي يتوجب على المعالج المعجمي أن يلتزم بها في عمله والمحاذير التي يتحتم عليه تجنبها، موضحا في ختام عرضه أن هذا الدليل قابل للتطور في إصدارات قادمة مع تطور سير العمل في المعجم.

ثم قدم المهندس محمد رقَّاس عرضًا تناول فيه بالشرح مِنَصَّة المعالجة المعجمية للمشروع Doha Lex® مركَّزا على توضيح مختلف وظائفها الأساسية وإسقاط ذلك على سير عمل اللغوي المعالج وعمل المنسق. وقد ظهر من العرض ثراء الوظائف التي تتيحها هذه المنصة وتراكبها وتفاعليتها مع مستخدميها. كما أكد أن هذه المنصة قد صمِّمَت ونفِّذت في إطار هذا المشروع للاستجابة إلى متطلبات حوسبة صناعة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وأنها قابلة للتطوير مع تنامي المشروع والمضي فيه قُدُمًا.

 واختُتِم اليوم الأول بنقاش مفتوح بين كل الحاضرين من أجل تعميق الفهم المشترك لكل ما تقدَّم من عروض.

بدأ اليوم الثاني من الدورة بعرض الدكتور محمد عبد الله باباه، الخبير الحاسوبي، الذي قدم فيه القسم التقني من الدليل المعياري؛ حيث ركز على بيان خطوات المعالجة المعجمية باستعمال المنصة الحاسوبية للمعالجة المعجمية، وبيان التطبيقات التي تتيحها للمعالج اللغوي.

ومن أجل مزيد من التوضيح لخطوات المعالجة المعجمية على المنصة الحاسوبية، قدم الأستاذ عبد العالي حواتي عرضا مرئيا (فيديو) يوضح تشغيل المنصة أثناء المراحل المختلفة التي يمر بها المعالج المعجمي. واختتم اليوم الثاني من الدورة التدريبية بنقاش مفتوح بين كل الحاضرين حول ما تقدم من عروض في اليومين الأولين للدورة.

واشتمل اليوم الثالث على عرضين تناولا نموذجين تطبيقيين للمعالجة المعجمية؛ قدم أولهما الدكتور محمد عبد الفتاح الخطيب الذي فصَّل بشكل ضافٍ معالجة مادة جذر (د ب ر) من حيث المعالجة ومنهجية التعامل مع الصعوبات التي قد تعترض المعالج اللغوي في تحديد معاني الألفاظ وصياغة تعريف لها، أو في التوثيق أو في المصادر وغيرها، وتطبيق ذلك كله بشكل عملي، كما قدم ثانيهما الدكتور عبد الرحيم رحموني الذي استعرض منهجية معالجته مادة جذر        (ع ه د)، وفصّل في كيفية التغلب على بعض الصعوبات السابقة، مضيفًا بعض الاقتراحات المفيدة في هذا الشأن.

بعد ذلك، فتح باب النقاش بين الحاضرين، حيث اتضح مستوى نضج استيعاب المنسقين خاصة لمختلف جوانب سير العمل وخطوات المعالجة المعجمية. وفي ختام النقاش بين الدكتور عز الدين البوشيخي كيفية سير التدريب في الأيام المتبقية من الدورة وتعيين المدربين من فريق المشروع المركزي والمتدربين من السادة المنسقين.

وخُصّصتْ الأيام الرابع والخامس والسادس للتدريب العملي على منصة المعالجة المعجمية؛ حيث قام كل خبير لغوي من الفريق المركزي للمشروع بالعمل على الحاسوب مع واحد أو اثنين من السادة المنسقين لما يبلغ مجموعه أربعة عشر ساعة، حيث سمح لكل منسق بممارسة العمل في المعالجة بنفسه على المنصة تحت إشراف مدربه.

وبعد عطلة يوم الجمعة، افتتح اليوم السابع والأخير من الدورة التدريبية بعرض شرح فيه الدكتور محمد العبيدي على نحو تفاعلي مهام منسقي المعالجة المعجمية في البلدان العربية من حيث إدارة المعالجين المعجميين في بلدانهم، ومحددات المتابعة الدائمة لعملهم، والإشراف الفني عليهم وكذلك الربط بينهم وبين الفريق المركزي في الدوحة بقطر من أجل الدعم الحاسوبي واللغوي.

وفي الجلسة الختامية للدورة شكر الدكتور عز الدين البو شيخي الحاضرين على مجهودهم طوال الأسبوع الفائت، وأبدى استعداد فريقه المركزي في الدوحة للبدء على الفور في التجاوب مع عمل المنسقين في مختلف البلدان؛ حيث طلب منهم الشروع في اختيار اللغويين المؤهلين في أقرب وقت ممكن، والاستعداد لعقد دورة تدريبية لهم في كل بلد على حدة لضمان سلامة الفهم وجودة العمل.

ثم استمزجت آراء ومقترحات المنسقين الحاضرين حول ما خبروه في هذه الدورة التدريبية المكثفة عبر استبيان وزع عليهم، وختمت الجلسة بتوزيع شهادات تقدير للمشاركين.

التعليقات

لتشارك بتعليق أو رد، تحتاج إلى تسجيل الدخول أو التسجيل
مشاهدة التعليقات السابقة