نشر فى: 28/01/2015

عقد المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية اجتماعه الرابع يومي 10 و11 كانون الأول/ ديسمبر 2014 بفندق ريتز كارلتون في الدوحة، برعاية المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وتضمن جدول أعماله عرض تقارير اللجان، وعرض تقرير الهيئة التنفيذية، ومناقشة مشروع النظام الداخلي للمجلس لاعتماده، ودراسة مشروع الدليل المعياريّ للمعالجة المعجميّة، والبت في القضايا العلمية التي رفعتها الهيئة التنفيذية للمجلس العلمي لاتخاذ القرارات العلمية المناسبة بشأنها.

افتتح الجلسة الأولى الدكتور رمزي بعلبكي، رئيس المجلس العلمي، مرحبا بالحاضرين، مذكرا بأهمية اجتماعات المجلس وبجهود الهيئة التنفيذية التي تعززت بعدد من الباحثين. وأشار إلى أن مشروع المعجم في طريقه لأن يصير مؤسسة علمية ذات شخصية اعتبارية كما هو وارد في النظام الأساسي، وهو يحظى بالدعم الكامل من الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي.

وبعد أن صدَّق المجلس على جدول الأعمال، وعلى محضر الاجتماع الثالث، شرع في مناقشة تقرير الدكتور حسان الطيان المتعلق بتحديد أفضل نسخة من الكتب والمصنفات، وقد شرح فيه منهجية العمل وضوابطه ومرجحات الاختيار، من اعتماد النسخ الأصلية للوثائق، وتحقيق الأعلام المُبرّزين، واعتماد الطبعات الخالية من التصحيفات والأخطاء، ودور النشر المعتمدة التي تحظى بالمصداقية العلمية....

تلا ذلك تقرير الدكتور عبد العالي الودغيري عن المصادر المشكوك في نسبتها، وقد نظر  في خمسة وثلاثين عنوانا مشكوكا في نسبتها، وتوصل إلى خلاصات مركزة رجح من خلالها صحة النسبة أو عدمها في هذه المصنفات، استنادا إلى قرائن من داخل النص ومن خارجه، مع الاستعانة بعدد من المصادر المتخصصة.

وفي سياق تأليف لجنة للنقوش والبرديات، استضاف رئيس المجلس الدكتور "لوتز إدزارد" من جامعة "إرلنجن" الألمانية. وقد عرض ورقة مركزة عن صلة الجذور العربية باللغات السامية صوتيا وصرفيا ودلاليا، وبيّن أهمّيّة تسليط الضوء على مفردات اللغة العربية من المنظورين السلالي والنمطي، ومقارنتها باللغات السامية أو الأفروآسيوية. وناقش المجلس بتفصيل ما أورده الدكتور لوتز في عرضه، محذرا من المزالق التي يمكن أن يقع فيها المشتغلون في مجال التأثيل. كما اقترح الدكتور رمزي بعلبكي إعداد تصور متكامل عن طبيعة العمل ومنهجيته، ونماذج لتأثيل مواد لغوية مختارة.

وفي الجلسة الثانية عرض الدكتور إبراهيم بن مراد تقريرا عن الأعلام المجهولي التاريخ، وعن الأشعار المنسوبة لأكثر من قائل، وعن تاريخ تأليف الكتب، مشيرا إلى أن تحديد تاريخ تأليف الكتب تعتريه صعوبات بالغة، وأن العمل في صورته الحالية ليس نهائيا، ويحتاج إلى مزيد من الجهد لاستكماله. وذلك ما انتهت إليه  مناقشات المجلس.

وفي الجلسة الثالثة قدم الدكتور عزالدين البوشيخي، المدير التنفيذي، تقريرا مفصلا عن ما أنجزته الهيئة التنفيذية خلال المرحلة السابقة. من أهمّ ما جاء فيه أنّه جرى استكمال بناء المرحلة الأولى من البيبلوغرافيا في نسختها الرابعة باعتماد نتائج أعمال اللجان، وقُطع شوط مهم في إعداد بيبلوغرافيا المرحلة الثانية؛ حيث عُقد مؤتمر علمي لهذا الغرض بتونس يومي 5-6 نوفمبر 2014، كانت حصيلته بيبلوغرافيا شاملة  مقترحة للمرحلة الثانية الممتدة حتى 500هـ..  كما جرى تحديث المدونة النصية للمرحلة الأولى وفق التعديلات الحاصلة في البيبليوغرافيا.  

وفي مجال الحوسبة، انتهى العمل من بناء منصة حاسوبية للمعالجة المعجمية، ومن تصميم موقع إلكتروني للمعجم باللغتين العربية والإنجليزية.

وفي مجال الإعداد لإطلاق المعالجة المعجمية، قام الخبراء اللغويون بمعالجة مواد لغوية لتجريب المنصة الحاسوبية للمعالجة المعجمية، وللوقوف على أهم القضايا العلمية التي تحتاج إلى قرار من المجلس العلمي. ونجم عن هذه التجربة استخلاص أهم القضايا العلمية من واقع المعالجة المعجمية، وإعداد مشروع الدليل المعياري للمعالجة المعجمية، وكلاهما معروض على أنظار المجلس العلميّ.

وأشار الدكتور البوشيخي في عرضه إلى أن الهيئة التنفيذية وضعت في إطار تخطيطها للمشروع مسارين للعمل: مسارًا تدبيريا يجري فيه إنجاز المعجم وفق الإمكانات المُتاحة، ومسارًا استراتيجيا يجري فيه استكمال المتطلبات البشرية والتقنية واللوجيستيّة، بما يتيح التوسع في العمل في مستوياته المختل​​فة. وختم العرض برسم آفاق العمل وتحدياته، شاكرا المجلس العلمي وكل العاملين في المعجم، مُنوِّها بدعم الدكتور عزمي بشارة ورعايته للمشروع. 

وبعد الإشادة بعمل الهيئة التنفيذية وإنجازها، عُرض مشروع النظام الداخلي، وفُتح نقاش حول بنوده، وانتهى المجلس إلى اعتماده بعد إدخال تعديلات عليه.

وخُصّصت الجلسة الرابعة لدراسة مشروع الدليل المعياري للمعالجة المعجمية، قدمه باسم الهيئة التنفيذية الدكتور محمد العبيدي، وهو دليل إرشادي يُعين المعالجين ويُرشدهم ويُوحد عملهم. وقد بُني انطلاقا من خلاصات المرحلة التجريبية، ومن الملاحظات التطبيقية لما عُولج من المداخل المعجمية.

وفي الجلسة الختامية عُرضت جملة من القضايا اللغوية التي أفرزتها المعالجة التجريبية لعدد من المواد، وذلك بقصد اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، عرضها الدكتور عزالدين البوشيخي. وبعد مناقشات مستفيضة، فتح رئيس المجلس العلمي باب استقبال الملاحظات والاقتراحات المكملة لدليل المعالجة المعجمية، والحلول المقترحة للقضايا العلمية المعروضة، على أن يُعتمد الدليل وتُتخذ القرارات النهائية لاحقا.

​​​​

التعليقات

لتشارك بتعليق أو رد، تحتاج إلى تسجيل الدخول أو التسجيل
مشاهدة التعليقات السابقة