عقد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يوم الخميس الموافق لِـ 5 كانون الأول/ديسمبر 2024 ندوة بعنوان: "اللغة العربية ولسان الإعلام العربي" احتفالا باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام.
أدار الندوة محمد الشيباني، رئيس وحدة الدراسات والأبحاث في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وشارك فيها باسم الطويسيّ، رئيس برنامج الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا بمداخلة بعنوان: " تكنولوجيا الإعلام واللّغة العربيّة: الفرصة الكبيرة" يبيّن فيها الإمكانات التي تقدّمها تكنولوجيا الإعلام والاتصال في تجديد اللغة العربية وتعزيز دورها في العصر الرقمي. واستعرض الطويسي جهود رقمنة اللغة وحفظها، واستثمار النموذج الاتّصالي الجديد، الذي مكّن لأوّل مرّة المستخدمين من التحوّل من مجرد متلقّين للمعلومات إلى منتجين ومشاركين في صناعة المحتوى.
وشارك وليد السقّاف، الأستاذ المشارك في برنامج الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا، بعرض بعنوان: "صحافة المواطن وتطوّر اللغة العربيّة: تشكيل الإعلام الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ"، أجاب فيها عن أسئلة مدارها على التحدّيات التي تواجه الحفاظ على نقاء اللّغة الفصحى واستدامتها في فضاء رقميّ سريع التغيّر. وتناول فضلا عن هذا أبعاد هذا التغيّر وأثره في مستقبل اللّغة العربية.
وألقى كمال حميدو، الأستاذ المشارك في قسم الإعلام بجامعة قطر عرضًا بعنوان: "واقع اللغة العربية في الإعلام: بين تحدّيات تعريب المصطلحات وتأثير اللّهجات المحليّة"، ركّز فيه على الإشكاليات المرتبطة بترجمة المفاهيم الإعلامية المستحدثة وصياغتها، وعلى دور اللغة الإعلاميّة في تأصيل الاصطلاحات العربية أو تغريبها. كما استعرض عددا من الاصطلاحات الخاطئة المنتشرة في البيئة الإعلامية (الأكاديمية منها أو المهنية)، والتي أصبحت شائعة دون وعي من مستخدميها بأنها خاطئة أو دخيلة على اللّغة العربية. وتناول أيضا نماذج من جهود التعريب في مجال المصطلحات الإعلامية من خلال المعاجم العربية المتخصّصة، مع تحليل التحديات التي تواجه المترجمين والاصطلاحيّين في مواكبة التطوّر السريع في هذا المجال، علاوة على تناول إشكاليّة استخدام اللّهجات المحلية في الإعلام وأثرها المحتمل في تهميش اللغة العربية الفصحى، واحتمال إسهامها في تحويلها إلى لغة ميّتة على غرار ما حصل مع اللغة اللاتينيّة.
وحظيت الندوة بحضور مميز من الأكاديميين والإعلاميين والمهتمين باللغة العربية، الذين ساهموا بتفاعلهم وأسئلتهم في إثراء النقاش وتعميق الحوار حول القضايا التي أثرتها العروض المقدّمة، ما يدلّ على وعي الحاضرين بأهمية اللغة العربية في سياق الإعلام الحديث، وحرصهم على استكشاف سبل تعزيز دورها في مواجهة تحديات العصر الرقمي. وعزز هذا التفاعل من قيمة الندوة وأكد ضرورة استمرار مثل هذه النقاشات التي تسعى إلى تأصيل اللغة العربية وحمايتها في عالم يتسم بالتغير السريع.