نشر فى: 16/01/2025 - المؤلف: معجم الدوحة التاريخي للغة العربية

بنهاية العام 2023، يكون مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية قد قارب عشر سنوات على الإعلان عن إطلاقه والشروع في إنجازه، وهو مشروعٌ يقع في صدارة المشاريع النهضوية التي يرودها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة في إطار تصوُّرٍ يجعل من النهضة اللغوية، ومنها النهضة المعجمية، شرطًا لتحقيق النهضة الشاملة.

ولعله من المناسب التذكيرُ بالمراحل الكبرى التي عرفها هذا المشروع في عشر سنوات من عمره، انطلاقا من تحديد إطاره التصوري والمنهجي، وبناء هيكله الإداري، وتأليف مجلسه العلمي وهيئته التنفيذية، ووضع خطّته العامة وخططه التنفيذية، وتوفير أدوات العمل الأساسية، ومنها الدليلُ المعياريّ للتحرير المعجمي، والببيليوغرافيا والمدوّنة اللغوية والمنصّة الحاسوبية وبوّابة المعجم الإلكترونية وغيرها.

إنَّ إنجاز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية لقمين بتحقيق نهضة لغوية شاملة ليس لها مثيل. فبإنجازه تجمع ألفاظ اللغة العربية ونصوصها في مدونة إلكترونية ضخمة، وتدقق كثير من الألفاظ ومعانيها والمصطلحات ومفاهيمهما، وترصد التحولات البنيوية والدلالية الطارئة عليها وتواريخ استعمالاتها، وتفتح آفاق استثمار كل ذلك في استخلاص أنواع عديدة من المعاجم اللغوية والمصطلحية.

وقد صار في متناول القارئ الجزء الأكبر من معجم تاريخي للغة العربية يرصد ألفاظها بمبانيها ومعانيها ويتتبع تحولاتها على خط الزمن، منذ بدايات ظهورها في النقوش والنصوص المطبوعة والمنشورة حتى عصرنا الراهن. وفي غضون السنوات القادمة، يكتمل المعجم ليكون شاهدا على تاريخ اللغة العربية والتحولات التي عرفتها كلماتها عبر تاريخها الطويل.

يأتي هذا الكتاب التعريفي ليقدم مفهوم المعجم التاريخي للغة العربية في هذا المشروع، وأهدافه، ومبادئه الموجهة، ومراحل إنجازه وخصائصه العامة، وملخص الإنجازات المعجمية والعلمية والإعلامية.

إنَّ دولة قطر بتبنيها هذا المشروع الحضاري الكبير لتقدم خدمة جليلة للنهوض العلمي بلغة الأمة، وهي جديرة بأن يكون اسم عاصمتها الدوحة عنوان أم المعجمات: "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية". للاطلاع على الكتاب.


التعليقات

لتشارك بتعليق أو رد، تحتاج إلى تسجيل الدخول أو التسجيل
مشاهدة التعليقات السابقة