نشر فى: 23/11/2025 - المؤلف: رشيد بلحبيب ورمزي بعلبكي

​​​تتجلى نزعة اللغويين العرب الصفائيّة – أكثر ما تتجلى – في صنف التأليف المعروف بلحن العامّة. فقد كان من دأبهم أن ينسبوا إلى العامّة، وأحيانًا إلى الخاصّة أو لكلا الفريقين، استعمالاتٍ كثيرةً فيلحّنوها استنادًا إلى اعتبارات صرفيّة ودلاليّة في الغالب. ومع هذا فقد انبرى عدد من المصنِّفين إلى تبيان وجه الصواب في بعض هذه الاستعمالات. 

تبدأ الدراسة بمقدّمة موجزة تبيِّن أصل مفهوم اللحن في التراث اللغويّ وتُظهر الغموض الذي يكتنف مصطلحَي "الخاصّة" و "العامّة" في كتب اللحن. ثم تتركّز الدراسة على نموذج تمثيليّ قوامُه ثلاثون كلمة مستقاة من كتاب درّة الغوّاص لأبي محمّد القاسم بن عليّ الحريريّ (ت 516/1122)، فتعارضها بمدوَّنة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية. ويُبيّن البحثُ في كلّ مثال أن الوجه الملحَّن عليه شواهد في مدوَّنة المعجم تعود إلى عصور الاحتجاج، كما ينصّ على أقدم شاهد منها ويذكر عدد المرّات التي ورد فيها الوجه الملحَّن والوجه المصوَّب في المدوّنة. ويخلص البحث إلى أن تخطئة الحريريّ وسواه من المصنّفين استعمالات ترجع إلى عصور الاحتجاج قد يكون مردُّها، في مواضع بأعيانها، إلى عدم الإحاطة بها. غير أنَّ أسباب التخطئة تعود، في الأعمّ الأغلب، إلى عدم الإقرار بالتغيّرات التي تطرأ على الكلمات – ولا سيّما من الناحية الصرفيّة – وبدور القياس في عملية التغيُّر اللغويّ.​ للاطلاع على البحث كاملا