صدر عن مطبعة الإيسيسكو كتاب أعمال المؤتمر الدولي المحكّم "المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها: تقييم وتطوير" الذي عقده معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتشارك مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) يومي 22 و23 أيّار/مايو 2024 في مقرّ الإيسيسكو في الرباط – المملكة المغربية.
يتضمّن هذا الكتاب الأبحاث التي قُدّمت للمؤتمر، وحظيت بالقبول من المحكّمين، وخضعت لشروط التحرير. وتنتظم هذه الأبحاث في أربعة فصول: أوّلها المعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين باللغة العربيّة وبغيرها، وثانيها معجم الدوحة التاريخي وآفاق استخداماته التعليمية للناطقين باللغة العربيّة وبغيرها، وثالثها معايير صناعة معجم عربيّ موجّه تعليميًّا للناطقين باللغة العربيّة وبغيرها، ورابعها مقاربات في علاقة المعجم بتعليم اللغات.
وقد تناولت بعض الأبحاث بالنظر النقديّ تجارب إعداد الرصيد اللغويّ الوظيفيّ للمتعلم العربيّ، وتجارب معجميّة موجّهة لتعليم اللغة العربيّة للناطقين بغيرها. وتعمّقت أبحاث أخرى في تقييم استخدام المعاجم في تعليم اللغة العربيّة في المناهج والمقرّرات المدرسيّة في بعض البلدان العربيّة، كالمغرب وقطر، وفي تعليم اللغة العربيّة للناطقين بغيرها في تايلاند وماليزيا. وقارنت بعض الأبحاث بين المعاجم الأحادية اللغة والمعاجم الثنائية اللغة في تعليم العربيّة للناطقين بغيرها، وعُنيت أخرى برصد السمات المميِّزة للمعاجم التعليميّة عامّة وللمعاجم الموجّهة خاصّة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وحظي معجم الدوحة التاريخيّ للغة العربيّة بقسط مهمّ من الأبحاث التي بيّنت أوجه استخداماته الممكنة في تعليم اللغة العربيّة، انطلاقا من تصحيحه لكثير من الأحكام المُطلَقة على ألفاظ لغويّة، أو انطلاقا من الحلول التي اقترحها لفكّ تداخل الجذور، أو انطلاقا من المصطلحات العلميّة الواردة فيه، أو انطلاقا من شواهده في علاقتها بتعليم النحو، أو انطلاقا من مدوّنته النصيّة في علاقتها بمعيار الشيوع.
وسلّطت أبحاث أخرى الأضواء على أهميّة التقنيات الحديثة في بناء المعاجم التعليميّة، بما في ذلك المدوّنات المُحوسبة، وتقنيات الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ، وتطبيقات الهواتف الذكيّة، والمعاجم الإلكترونية. وعزّزت أبحاث أخرى معطياتها بإجراء تجارب ميدانيّة على عيّنات من المتعلّمين.
واستندت بعض الأبحاث إلى مقاربات لسانيّة مختلفة في تحليلها لعمليّات اكتساب أو تعلم المفردات اللغويّة، كالمقاربة المعجميّة والمقاربة المعجميّة الثقافيّة، والمقاربة التواصليّة، والمقاربة النفسيّة الإداركيّة، أو الاستراتيجات الميطامعرفيّة وغيرها.
ويُقدّم هذا الكتاب للقارئ المهتمّ مادّة علميّة غنيّة ومتنوّعة وحديثة عن المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربيّة للناطقين بها وبغيرها، من زوايا متعدّدة بتعدّد المقاربات والنظريّات والمناهج والتحليلات. ولعلّه يكون مفيدا لأصحاب القرار الراغبين في إيلاء المعجم العربيّ الأهميّة المستحقّة في تعليم اللغات، واللغة العربيّة خاصّة.